منتدى واوسي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للتعريف بالمنطقة وتاريخها


    الشيخ ادريس ود الارباب(2)

    avatar
    ود ود الحاج


    المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 13/10/2011
    العمر : 34
    الموقع : واوسي /بحري/ الخرطوم/الفاشر

    الشيخ ادريس ود الارباب(2) Empty الشيخ ادريس ود الارباب(2)

    مُساهمة  ود ود الحاج الثلاثاء فبراير 14, 2012 1:52 am





    لم يكن يعرف السودان باسمه الحالى قبل اكثر من خمسمائه عام بل كانت رقعة جغرافية عبارة عن وحدات منفصلة اثنيا وعرقيا وثقافيا ولاتحمل هوية محددة بالنسبة للدين أوالثقافة.

    كانت الديانة المسيحية منتشرة بشكل كبير ومنظم بعكس الاسلام الذى كان لايشكل حضورا فعالا ولو كان بنسب ضئيلة وذلك يرجع لعدة اسباب نذكر منها على سبيل المثال :

    بجانب الديانة المسيحية كانت هنالك معتقدات محلية يدين بها سكان المناطق الجنوبية والغربية ومناطق اخري عديدة مما شكل عائقا فعليا بالنسبة لانتشار الاسلام.

    ونجد الشكل الادارى والتنفيذى ذو الحدود الجغرافية المعينة بالنسبة للمسيحية وقف حجر عثر امام انتشار الاسلام.

    وكان ايضا للجهل المستشرى انذاك فى اواسط القلة القليلة ممن اعتنقوا الاسلام سببا اخر لايقل اهمية عن الاسباب السالفة الذكر بالرغم من المجهودات الكبيرة التى بذلها الدعاة والعلماء رغم من قلتهم حيث كان من اعتنقوا الاسلام لايدركون ابسط تعاليمه الفقهية مثلا احكام الطلاق والزكاة وغيرها من الاحكام.

    فى ظل هذه الظروف البالغة التعقيد بالنسبة للرقعة الجغرافية المسماه حاليا بالسودان ولد العارف بالله القطب الكبير الشيخ ادريس بن محمد الارباب بمنطقة (( الحليلة شو حطت)) التى تعرف حاليا باسم ((شمبات)) فى العام 913هـ.

    الوالده:

    هى دوحة الصلاح والتقوى الزاهدة والعابدة السيدة/ صلحة بنت الشريف حمد ابو دنانة التى ينتهى نسب والدها الى سيدة نساء الجنة السيدة/ فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والجدير بالذكر ان الشيخ/ حمد ابو دنانة له سبعة بنات انجبت كل واحدة منهن شيخا وقطبا كبيرا نذكر منهم على سبيل المثال :

    الشيخ القطب / ادريس بن محمد الارباب

    الشيخ القطب / حسن ود حسونة

    الشيخ القطب / عجيب المانجلك

    الشيخ القطب / ود عبد الصادق

    الشيخ القطب / ابراهيم ود بلال

    الشيخ القطب / محمد سوار الدهب

    الشيخ القطب /عيسى الطالب

    فكل اولائك السالفين اقطاب وفى النسب هم ابناء خالات.

    الوالد:

    فهو العارف بالله الشيخ/ محمد بن الارباب بن على بن قرين الذى ينتهي نسبه الى سيدنا اسماعيل بن سيدنا ابراهيم عليهما الصلاة والسلام ويلتقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجد تميم بن مرة وللمزيد من الايضاح نذكر نسب العارف بالله الشيخ/ادريس بن محمد الارباب كما يلى:-

    هو العارف بالله الشيخ/ ادريس محمد الارباب على قرين ابن قنديل بن فلاح بن محمد عجم بن سرف بن محسن بن ضرار ابن اسحق بن الفضل بن زياد بن غانم بن عمرو بن حسان بن محمد الخير بن سلمان بن صابر بن الياس بن حسن بن زيد بن ثابت بن ادريس بن مهلهل بم مرة الاصفر بن زيد بن تميم بن مرة بن لؤى بن غالب بن فهر ابن مالك بن قموال بن نزار بن سلامات بن عوص بن يوذ بن قموال ابن اين بن العوام بن ناشد بن حدا بن بلداس بن تدلاف بن طابخ ابن جاصم بن ناحش بن ماضى بن سمير بن يثربي بن فهرا بن يلجا ابن ادعوى بن عيض بن ديشان بن عيسر بن اقناد بن ابهام بن مقعى بن ناحس بن ذارح بن شمس بن هذى بن عوص بن عرام بن عرام بن قيذر بن اسماعيل بن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام.

    كان ذلك نسب العارف بالله الشيخ/ ادريس ود الارباب

    اذن هو خزرجى النسب عكس ما اشتهر به انتقل والداه الى جوار الله تعالى فى العام 925 هـ ولهما مزار يزوره الابناء والاحباب والمريدين تبركا فى الخرطوم بحرى بمنطقة شمبات يرجع تاريخه الى اكثر من خمسه قرون.

    علومه :

    اول مكان درس وتعلم فيه العارف بالله الشيخ /ادريس ود الارباب هو بيته حيث شب على العلم والتقوى والصلاح المتمثل فى والدته السيدة صلحة ووالده الشيخ محمد ود الارباب حيث كانا على استقامة مع الله فى حياتهم لذلك لم تزال ذكراهم تعطر مجالس القوم.

    اخذ الطريق الموصل الى الله تعالى عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اما عن مصادر علمه فهى فيض وهبه الله تعالى له لذلك اصبح يعرف عند اهل التصوف بانه من( اهل الخطوه )بمعنى انه لم ياخذ علمه من شيخ وانه علومه وهبيه.

    فكان الشيخ/ ادريس ود الارباب يجيد العديد من العلوم وكان منها حديثه عن العوالم العليأبشكل لم يالفه الناس من قبل مما دفع بعض المشايخ بان يقولوا فيه واصفين بان الشيخ/ ادريس (اخبر بطرق السماء من الارض )وكان يتحدث فى كل العلوم باتقان وخبرة وحنكة ودراية بشكل مدهش فكان يتحدث فى علم معين فيظن السامع انه لايدرك غيره لاجادته والمامه التام به وكل ذلك يدل على ان علومه وهبيه مصدرها فيض الهى وفتح ربانى علمه اياه الله تعالى (وكان امر الله مفعولا).

    حيث كان الاخبار عن المغيبات من ابرز علومه بجانب حديثه عن الامم السابقة ومن الامثلة عن اخباره عن المغيبات حديثه واخباره عن نهاية دولة الفونج وعن اسم اخر ملوكهم ليس ذلك فحسب انما اخبرهم ايضا عند نهايتهم تقسم الدولة الى دويلات صغيرة وقد كان.

    كذلك حديثه للشيخ صغيرون بان ابنه الزين سيصبح شيخا كبيرا وعالما جليلا وان فترته اكبر من ابيه فكان ومازال الناس يتحدثون عن الشيخ الزين بن الشيخ صغيرون.

    وكذلك حديثه الى اهل توتى بانه سيظهر الشيخ /خوجلى

    فكانت تلك جزء من احاديثه عن المغيبات جزءا منها وقع واخر لم تحين مواعيده.

    تنوع وتعدد وغزارة علومه دفعت بعض الناس الى تكذيبه فى بادى امره وذلك يرجع الى سببين اولهما:

    تنوع وتعدد واجادة علوم لم يالفها الناس. وثانيها :

    حالة الجهل المتفشية انذاك كما اسلفنا واوضحنا صورة مبسطة عنها فى ميلاده.

    تحريا للدقة والمصداقية نصوغ المثال الاتى:

    عندما سمع عنه الشيخ صغيرون وجد الناس منقسمين حول تصديقه فعزم الرحيل اليه ومعه عدد كبير من طلابه يحملون العديد من الاسئلة فى علوم مختلفه واتفقوا على ان اجاب على الاسئلة كان صادقا واتبعوه وان لم يجيب عليها كان غير ذلك وردوه.عندما ذهبوا اليه وقدموا اسئلتهم له وكان عددها اكثر من عشرين سوالأ فاجابهم عليها جميعاْْاجابات خبير وعالم وكانت اءجاباته متنوعة تنوع اسئلتهم فاجابهم فى مسائل الفقه باصطلاحات الفقهاء الكبار وبشرح مفصل لم يالفوه وكذلك فى المسائل التى تخص التوحيد والتصوف فاندهشوا لغزارة علومه فصدقوه واخذوا عنه الطريق الموصل الى الله تعالى.

    كانت تلك قطرة من بحر علومه لذلك اطلقوا عليه لقب ( قائد اولى الالباب )

    كرمه:

    كل رجل ينفق من ماله هو كريم اءذا الكرم من حيث اءنفاق المال على اصحاب الحوائج اهله كثر والكرم مربوط بالانفاق ولكى تكون بارا اى من الابرار لابد من ان تكون منفقا ليس مالا فحسب انما من كل ما تحب لقوله ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )).

    لكن كرم الشيخ /ادريس ود الارباب فريد ومتميز كتميزه فى علومه وتفرده وياتى ذلك فيما كان ينفقه منذ خمسمائة عام ومازال ينفقه حتى الان ولنتعرف على جزء مما كان ينفقه مصاحبة له بعض النماذج المختصرة جدا :

    اول ما انفقه الشيخ /ادريس ود الارباب هو عمره حيث انفق كل حياته ووهبها الى الله سبحانه تعالى وللحبيب المصطفى مائة وثمانية واربعون عاما هى لله.

    وانفق كذلك العفو عمن اساء اليه فكان حليما ورحيما عطوفا على السواء مع من احبه ومع غيره ممن اسائوا اليه ورموه بالكذب فى بادى امره ففتح لهم قلبه قبل دور علمه فكان لذلك التعامل الراقى والجميل كبير الاثر فى نفوسهم كيف لا وهو ما فعل ذلك الا تاسيا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة قال لاهلها ((اذهبوا فانتم الطلقاء)) فكان ان دخل عدد كبير جدا منهم الاسلام هكذا حب الحبيب انبعاثا ومنهجا علميا جاذبا.

    وايضا انفق علمه الظاهرى والباطنى اما ما انفقه من علم الظاهر يكفى انه ساهم فى تحويل السودان من المسيحية الى الاسلام اما ما انفقه من علومه الباطنية يكفى ان من اكرمهم به وخصهم صاروا هم وتلاميذهم ناشرين ومعلمين للاسلام ومن نماذج الامثلة على ذلك.

    يكفى تعليمه ورعايته للعلماء والاولياء والاقطاب الذين حظو برعايته وتربيته لهم ونهلوا من علومه نذكر منهم:

    القطب الكبير الشيخ/ دفع الله المصوبن الذى اشتهر باسم ابوصوبان

    الشيخ/ محمد بن سرحان العودى الذى اشتهر باسم صغيرون وكذلك القطب الكبير الشيخ/ عبد الحليم بن سلطان

    والشيخ/ عبد الكريم بن عجيب واولياء واقطاب كثر.

    ومن كرمه ايضا انه كان لاياخذ الاموال التى تاتى اليه فى شكل هبات وهدايا لنفسه ابدا .

    اما الحديث عن كرمه فى اعطاء الاموال والاطعام فيكفى انه كان يعطى الاموال والكسرة وانه اول من جمع بين التدريس للقران وعلومه مصوبا بالاقامة والاطعام وكل سار على نهجه الى يومنا هذا وبعده واقل ما يوصف به انه بحرا فى العلوم والكرم.

    والجدير بالذكر فى ماذكر اعلاه عن كرم العارف بالله الشيخ/ ادريس ود الارباب لايساوى الا ما يساويه جزئيه الجزء المنجزئي عن جزئ الجزء في جزئيه الالف من الجزء الاول في جزئياته اللامعدوده.

    ابنائه:

    وبالنظر الى حياة الشيخ /ادريس ود الارباب من حيث الابناء وبالنظر اليه كاب لاسرة نجده عظيما كما عرفناه وعرفه غيرنا من الشعوب فى علمه وكرمه تزوج من السيدة العابدة والزاهدة/ النايرة فانجب منها:

    حمد بن الشيخ ادريس ود الارباب:

    هو اكبر الابناء سنا تولى الخلافة بعد انتقال ابيه اخذ الكثير من صفات ابيه وسار على نهجه علما وعملا فكان صاحب مهابة واقدام وكان يبعثه والده لحل الاشكالات التى تقع بين العرب والفونج والمقصود بالعرب هنا هم العبدلاب وكان يقوم على خدمة الضيوف تحت كل الظروف وكان شجاعا مقداما وقبلهما كريما عفيفا رحيما ومحبوبا انجب العديد من الابناء وانجبوا هم كذلك ونذكر بعض الابناء والاحفاد له - صباحى - النجمى - بركات.ومن احفاده خراش - والعارف بالله الشيخ على ود رحمة شاعر القطب الكبير والوتد الشيخ/ عبد الباقى المكاشفى ويعتبر من ابكاره وله مدائح عديدة فى حب الحبيب المصطفى عليه افضل السلام والتسليم وكذلك الشيخ الكبير العارف بالله محمد بن يوسف الشهير باسم ((ود ايوب)) لصبره وتحمله الالم الذى انجب بدوره القطب الوتدالعارف بالله صاحب المدد الاب والمربى الباشمهندس / عياد محمد يوسف قائد جيش الارباب.

    وانتقل الشيخ/ حمد بن ادريس ود الارباب الى جوار ربه وورى الثري بالعيلفون بجوار ضريح والده.

    عركى بن الشيخ ادريس ود الارباب:

    صاحب علم وتواضع وادب جم زين به كرمه وحلمه واقدامه رباه ابوه على قيم واخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اختاره الله تعالى الى جواره فى حياة والده فحزن عليه حزنا شديدا وورى الثرى بالعيلفون.

    رملى وحجازي الشيخ ادريس ودالارباب:

    عاشو بمنطقة الجديد ولم يذكر لهم ابناء من نسلهم ولهما مزاران منفصلان بالقرب من بعضهما فى منطقة تعرف باسم الجديد على الضفة الغربية للنيل الازرق بالقرب من الخرطوم عاصمة السودان وكانا صالحين .

    محمد بن الشيخ ادريس ود الارباب:

    بعد ان بلغ الشيخ ادريس مائة عام من حياته العامرة بالاستقامة مع الله ونشر الاسلام تزوج بالسيدة التقية/ طاهرة فانجب منها ابنه محمد صاحب اسرار وعلوم وفتوحات كبيرة مقرونة بشجاعة واقدام وكرم زينها بحب وادب وله ابناء ساهموا فى نشر الاسلام وتشكل ذريته نسبة كبيرة جدا فى مقر اقامته الثانى بمنطقة واوسى شمال الخرطوم بحرى التى اتوا اليها من منطقة بالقرب منهما وله من الابناء سبعة انتقل الى جوار ربه وحمل الى مثواه الاخير فى منطقة اقامته بواوسى فى مزار شامخ يأمه الناس تبركا ومازالت سيرته واخوته وابنائه تعطر مجالس القوم.

    عبدالقادر بن الشيخ ادريس ود الارباب:

    هو اصغر اخوته الخمسة سنا اكثر ما يميزه نصرته للحق حتى ولو كان على نفسه شجاعا جسورا عالما جليلا صاحب تقوى وعلوم متنوعة لقب باسم (الحبر) لانه يحمل ملامح وصفات اللقب الذى اطلق عليه له من الابناء اربعة وعشرون ولدا جميعهم ساهموا فى نشر الاسلام امتدادا لما بداه جدهم الشيخ/ ادريس ود الارباب بقى ثلاثة فقط منهم بمنطقة واوسى وهم منوفلى - على - عركى . اما البقية فانتشروا فى السودان والدول المجاورة نشرا وتعليما للاسلام نذكر منهم على سبيل المثال ابنه/ ادريس الذى نشر الاسلام باثيوبيا وله مزار هناك ياتى اليه الناس تبركا وفى منطقة كتم بغرب السودان يوجد الشيخ/ ابو زيد

    والشيخ/ عبدالرحمن فى شمال كردفان بغرب السودان

    والشيخ/ حجازى فى مدينة سنار

    والشيخ/ المبارك بمنطقة جبال النوبة واسلم الروح الى بارئها وضمت ارض واوسى جسدا طاهرا بمزار شامخ يأتى اليه اصحاب الحوائج والابناء والمحبين.

    علاقة الشيخ ادريس بدولة الفونج ((السلطنة الزرقاء)) ونشره للاسلام :

    تعتبر علاقة الشيخ/ ادريس ود الارباب بدولة الفونج علاقة تتميز بالمتانة والقوة والاحترام بين دولة ورجل واحد.

    واول دخول له الى بلاط دولة الفونج كان بصحبة الشيخ بانقا الضرير وكان حينها الشيخ ادريس يافعا وكان ذلك فى عهد الملك بادى ابو سكيكين حيث سأل الملك عن الصبى فاخبروه بانه الشيخ ادريس وكانت اخت الملك مريضة جدا يئس منها المشايخ والاحباب انذاك فحزن الملك حزنا شديدا مما اثر ذلك سلبا لادارته لشئون بلاده مما كان سيؤدى الى اشكالات عديدة فطلب من الشيخ/ ادريس ان يعالجها وكان ان كتب الله الشفاء لاخت الملك على يد الشيخ/ ادريس ومن هنا بدأت العلاقة بين دولة الفونج ((السلطنة الزرقاء)) والشيخ ادريس ود الارباب.

    واخذت العلاقة فى تزايد وترابط حين فرض الشيخ /ادريس شخصيته على الدولة علما وحنكة ودراية ورأيا سديدا مما جعله موضع ثقة ومشورة ومهابة عندما حثهم

    الشيخ /ادريس ود الارباب على الاهتمام بالعلماء وفتح دور العلم باشكالها المختلفة مما كان له كبير الاثر فى جعل العلماء والمشايخ فى دائرة الاهتمام من قبل دولة الفونج مما ساعد ذلك فى نشر الاسلام وكان احد الاسباب لنشر الدين الاسلامى بديلا للمسيحية يعود فيه الفضل بعد الله تعالى الى الشيخ/ادريس ود الأرباب

    وكان ان دفع الملك/ بادى ابو سكيكين باحد امراء دولته الى الشيخ / ادريس ود الأرباب لغرض تعليمه وهو الامير انذاك/ بادى بن رباط فأول ما بدأ به الشيخ/ ادريس ود الأرباب هو تربيته الامير بادى بن رباط على قيم وأخلاق ومبادئ إسلامية سامية مثل العدل - الرحمة - المساواة - الشورى وبعدها علمه حتى صار عالما بامور دينه فاصبح العلم مقرونا بالعمل وصدق التوجه ودارت عجلة الايام وتولى الامير/ بادى بن رباط مقاليد الحكم فى دولة الفونج فاصبح يحكم الدولة عالما متدينا وعادلا مما انعكس ذلك بشكل ايجابى على رعيته والمناطق المتاخمه لها حبا وقبولا ونشرا" للاسلام يعود الفضل فيه الى الشيخ/ ادريس ود الارباب بعد الله سبحانه وتعالى.

    وكان ان اصدر الملك مرسوما ملكيا يقضى الى عدم تنفيذ الاحكام الكبيرة والقرارات المهمة الا بعد موافقة الشيخ/ ادريس ود الارباب عليها وعلى ان تقبل شفاعته وكان هذا من الاسباب المهمة جدا فى نشر الاسلام وذلك يرجع للاتى:-

    ان الحكم فى دولة الفونج اصبح يديره تنفيذيا واداريا الشيخ / ادريس ود الارباب فكان ان اوقف مايقارب السبعين حكما كبيرا كاد ان ينفذ على افراد وجماعات كثيرة فكانوا يدينون له بحياتهم فتعلموا عنده وصاروا علماء ودعاة الى الاسلام ومن لم يصير منهم داعية صار راويا عن الشيخ/ ادريس ود الارباب و بالدوله الفونجية كان له دور كبير فى نشر الاسلام من خلال تعليمه لعدد كبير جدا من الدارسين وتأهيلهم فى علوم شتى مما اتاح فرصة زيادة عدد الدعاة والمعلمين للدين الاسلامى وتعاليمه السمحة فكان يدرس علوم الظاهر والباطن على السواء كواحدة من الظواهر التى لم تتكرر منذ خمسة قرون.

    وكبادرة وظاهرة فريدة بدأها الشيخ منذ ما يقارب الخمسة قرون واكتشف العالم الحديث حديثا مقارنة بالحقبة الزمنية التى عاش فيها الشيخ/ ادريس ود الارباب هى ظاهرة التعليم عن بعد حيث كان يدرس طلاب السنارية بالعيلفون ويذهبون بخطابات الى الازهر الشريف فينالون شهادة الازهر فى فترات زمنية قصيرة جدا مقارنة مع من اتى منهم من طلاب فى نفس التوقيت.

    ماذكر اعلاه كان جزئا من الاسباب التى ادت الى تحويل السودان من المسيحية الى الاسلام يعود فيها الفضل والقدح المعلى للشيخ/ ادريس ود الارباب وكذلك سبب اخر لنشر الاسلام كبديل للمسيحية يرتبط بالشيخ ادريس ود الارباب يعتبر هو اول من اضاء شمعة واوقد نارا للطريقة القادرية التى تقسم بداخلها مثالا الطريقة العركية والطريقة المكاشفية.

    هكذا حب الحبيب لمن لم يدركوه فعلا.

    الأجهوريه :

    راية عظيمة وهى اعلى مراتب الدرجات العلمية انذاك وهى توازى العديد من الجوائز والاوسمة العلمية فى عالم اليوم من حيث الجهة صاحبة الجائزة او الميدالية او الشهادة او المنظمة التى تستحقها.

    وتنقسم حادثة الاجهوريه التى نالها الشيخ/ ادريس ود الارباب الى حدثين منفصلين مكاناً الاولى:-

    كانت تدور احداثها داخل ما يعرف بالسودان حاليا وهى ان الشيخ/ ادريس ود الأرباب اصدر فتوى بتحريم تعاطى التمباك واباحة شرب البن وكانت حينها بدأت تنتشر ظاهرة تعاطى التمباك وشرب القهوة وكانت بمثابة خلافات فى العالم الاسلامى عموما حتى وصل مستوى الخلاف اعلى درجاته بين الخلافة الاسلامية عموما وكانت انذاك فى تركيا وبين اكبر المنارات الاسلامية علما وهو الازهر الشريف فكان ان افتى

    السلطان/ مصطفى سلطان المسلمين بحرمة التمباك فى حين اجاز اباحة تعاطيه الشيخ/ على الاجهورى شيخ مشايخة الازهر فاصبح الخلاف يتطور يوما بعد يوم مما اثر سلبا على الساحة فى السودان والاقطار الاسلامية بسبب تضارب الفتوى حرمة واباحة.

    وكانت فتوى الشيخ/ ادريس ود الأرباب تقول:-

    ( بحرمة التمباك تعاطيا ) وكانت فتواه مدعومة بالتجربة العملية التى شهدها الناس فايقنوا بصحة فتواه وعندما سمع

    الشيخ/ ادريس ود الارباب باباحة التمباك عند علماء الازهر ارسل اثنين من طلابه بخطاب ممهورا بتوقيعه المعروف عند الازاهرة يوضح فيه حرمة التمباك وكان ان حمل الخطاب الى مصر وتم تسليمه الى الشيخ/ على الاجهورى شيخ مشايخة الازهر بواسطة احد تلامذة الشيخ/ ادريس ود الارباب يدعى( ابراهيم اللقانى) فاستفذ واساء الشيخ/ على الاجهورى الشيخ/ ادريس ود الأرباب ورمى بالخطاب ارضا مما اثار حفيظة تلميذ الشيخ/ ادريس ود الأرباب وانصرف ولكن الى حين وعند صلاة الجمعة وبعد الانتهاء من الصلاة التى ام المصلين فيها الشيخ/ على الاجهورى وقف تلميذ الشيخ/ ادريس وجادل الاجهورى علما وكان احد اسباب تحريم التمباك التى استند عليها الشيخ/ ادريس ود الارباب فى فتواه هو :

    ان التمباك احضره النصارى ليلهوا به المسلمين على العديد من المستويات منها :

    شق الصف المسلم عالميا من خلال تضارب الفتاوى واختلافها مما يضعف ويعيق المد الاسلامى الذى تربطه علاقة عكسية مع النصرانية وغيرها وذلك بمعنى الزياده فى المد الاسلامى يعنى الأنحسار فى النصرانيه والمسيحيه على ما كانت عليه من انتشار او ربما زيادة لان الاسلام كان انتشاره خصما على النصرانية والمسيحية.

    وكان ذلك ما قاله تلميذ الشيخ/ ادريس ود الارباب للاجهورى فكان رد الاجهورى خاليا من النظرة العلمية او حتى الدينية فادرك من كان حاضرا للصلاة قوة ومنطق وعلمية الشيخ /ادريس ود الأرباب وقلة ادراك وضيق النظرة عند الشيخ/ على الاجهورى ليس كل المسلمين فى كل العالم كانوا حضورا اذا لابد من نشر الخبر. عندما طلب تلميذ الشيخ/ ادريس ود الأرباب من الاجهورى ودعاه استنادا لقوله تعالى (( قل تعالوا ندعوا انفسنا وانفسكم)) الى آخر الاية ودعا تلميذ الشيخ/ ادريس ود الارباب وقال(( اسألك يا الله من كان منا على باطل فليذهب بصره قبل حلول الجمعة القادمة)). فكان ان عمى وذهب بصر الشيخ /على الاجهورى قبل الجمعة وعندها ادرك فداحة خطأه وعدم صحة فتواه وكذلك خطأ مخالفته للشيخ/ ادريس ود الارباب.

    امر الشيخ/ على الاجهورى باحضار تلميذ الشيخ/ ادريس اليه وعندما حضر أعلن على الملأ الحاضرين صحة فتوى الشيخ/ ادريس ود الارباب فى حرمة التمباك ليس ذلك فقط انما اصدر فتوى من الازهر الشريف بحرمة التمباك.

    وأرسل هدايا الى الشيخ/ ادريس كانت منها الاجهوريه وهى الراية الشهيرة ومازالت موجودة حتى اليوم.

    هكذا هو ديدن التصوف علما وادبا ومنطقا عقلانيا فى التعامل مع القضايا الكبرى والصغرى وبذلك التصوف كفى الشيخ/ ادريس الاسلام فى كل العالم من التمزق والاختلاف بنهج علمى ومنطقى خالى من ردود الافعال والحماقات ويقول لنا نحن فى عالم اليوم وبعد اكثر من خمسمائة عام ((كونوا علمين يامسلمين)) ويقول هكذا حب الحبيب صلى الله عليه وسلم.




    تعليق:

    هذا الكلام منقول من كتاب جيش الارباب ، هذا المصطلح اطلق عام 1998 ابان تولي الشيخ /عياد محمد ود الارباب الخلافة والله ولي التوفيق .

    ابن احمد محمد احمد ود الحاج



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أبريل 18, 2024 11:04 pm